بقلم: د. علي جمعة
مفتي الديار المصرية
من المجهودات الفعالة المبنية علي شيء من العلم والتوثيق مؤسسة نشأت في دولة الكويت تحت عنوان
[ مبرة الآل والأصحاب] في سنة2005, تهدف إلي العمل علي غرس محبة آل البيت والصحابة الكرام في نفوس المسلمين, والتنبيه علي دور كل من الآل والأصحاب, وقيامهم بخدمات جليلة لتحقيق هدي القرآن والسنة بما يؤدي إلي دعم الوحدة بين المسلمين جميعا.
ولهم كتاب في ذلك أعده مركز الدراسات والبحوث في تلك المؤسسة تحت عنوان[ الثناء المتبادل بين الآل والأصحاب] أورد فيه ثناء أهل البيت علي الصحابة, وثناء الصحابة علي أهل البيت, ومما ذكر فيه أن سيدنا علي رضي الله عنه يمدح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد موته قائلا: لله بلاء عمر, فلقد قوم الأود, وداوي العمد, وأقام السنة, وخلف الفتنة! ذهب نقي الثوب, وقليل العيب, أصاب خيرها, وسبق شرها, أدي إلي الله طاعته واتقاه بحقه, رحل وتركهم في طرق متشعبة, لا يهتدي بها الضال, ولايستيقن المهتدي[نهج البلاغة ص222 من كلام لسيدنا علي رضي الله عنه في الثناء علي سيدنا عمر رضي الله عنه].
وكذلك أثني عليه فقال: ووليهم وال فأقام واستقام حتي ضرب الدين بجرانه.
وجاء في الكتاب كذلك ثناء سيدنا علي رضي الله عنه علي سيدنا عثمان, ففيه روي الإمام أحمد عن محمد بن حاطب قال: سمعت عليا يقول يعني: إن الذين سبقت لهم منا الحسني منهم عثمان.
وجاء في الكتاب كذلك ثناء الإمام محمد الباقر علي سيدنا أبي بكر وعمر, ففيه: روي ابن سعد عن بسام الصيرفي قال: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: والله إني لأتولاهما وأستغفر لهما, وما أدركت أحدا من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما[ الطبقات321/5]، وقد سأله عروة بن عبدالله عن حلية السيوف, فقال: لا بأس له, قد حلي أبو بكر الصديق سيفه, قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال: نعم الصديق, نعم الصديق, فمن لم يقل الصديق, فلا صدق الله له قولا في الدنيا والآخرة.[ سيرة أعلام النبلاء406/4].
وقال جابر الجعفي قال لي محمد بن علي يا جابر بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبا بكر وعمر, ويزعمون أني أمرتهم بذلك, فأبلغهم عني أني إلي الله منهم بريء, والذي نفس محمد بيده ـ يعني نفسه ـ لو وليت لتقربت إلي الله بدمائهم, ولا نالتني شفاعة محمد صلي الله عليه وآله وسلم, إن لم أستغفر لهما وأترحم عليهما. وقال: من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة[ البداية والنهاية211/9].
وجاء في الكتاب كذلك ثناء الإمام زيد بن علي بن الحسين, ففيه: روي هاشم بن البريد عنه أنه قال: كان أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين, ثم تلا( وسيجزي الله الشاكرين) ثم قال: البراءة من أبي بكر هي البراءة من علي[ سير أعلام النبلاء390/5]
وكان يقول عن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: ماسمعت أحدا من أهل بيتي يذكرهما إلا بخير[ تاريخ الأمم والملوك للطبري180/7].
وجاء في الكتاب كذلك ثناء الصحابة الكرام علي أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم, ففيه روي البخاري في صحيحه أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلي الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي.
وروي أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: ارقبوا محمدا صلي الله عليه وآله وسلم في أهل بيته[ رواه البخاري].
وفي مسند أبو يعلي عن عقبة بن الحارث: صلي أبو بكر رضي الله عنه العصر, ثم خرج يمشي بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بليال فرأي الحسن رضي الله عنه يلعب مع الصبيان, فحمله علي عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي, لا شبيه بعلي, وعلي رضي الله عنه يضحك[ مسند أبو يعلي رقم38 طبعة دار المأمون للتراث].
وجاء في الكتاب ثناء سيدنا عمر رضي الله عنه علي سيدنا علي رضي الله عنه والحسن والحسين رضي الله عنهما, وفيه: ماورد في فضائل الصحابة للإمام أحمد عن عروة بن الزبير: أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر, فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟ وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب, وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب فلا تذكر عليا إلا بخير فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره.
وجاء في الكتاب من ثناء سيدنا عثمان علي آل البيت, ففيه ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية: كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يكرم الحسن والحسين رضي الله عنهما ويحبهما وقد كان الحسن بن علي يوم الدار ـ وعثمان رضي الله عنه محصور ـ عنده ومعه السيف متقلدا به يجاحف عن عثمان فخشي عثمان رضي الله عنه عليه فأقسم عليه ليرجعن الي منزلهم تطييبا لقلب علي رضي الله عنه وخوفا عليه رضي الله عنهما[ البداية والنهاية36/8].علي هذه الصفة كانت العلاقة بين أهل بيت سيدنا رسول الله وأصحابه الكرام, نسأل الله أن يهدي قلوبنا إلي الحق. آمين.
الأهرام 21 مايو 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق