الاثنين، 26 مايو 2008

علاقة الصحابة بآل البيت الكرام


بقلم‏:‏ د‏.‏ علي جمعة
مفتي الديار المصرية

من المجهودات الفعالة المبنية علي شيء من العلم والتوثيق مؤسسة نشأت في دولة الكويت تحت عنوان

‏[‏ مبرة الآل والأصحاب‏]‏ في سنة‏2005,‏ تهدف إلي العمل علي غرس محبة آل البيت والصحابة الكرام في نفوس المسلمين‏,‏ والتنبيه علي دور كل من الآل والأصحاب‏,‏ وقيامهم بخدمات جليلة لتحقيق هدي القرآن والسنة بما يؤدي إلي دعم الوحدة بين المسلمين جميعا‏.‏

ولهم كتاب في ذلك أعده مركز الدراسات والبحوث في تلك المؤسسة تحت عنوان‏[‏ الثناء المتبادل بين الآل والأصحاب‏]‏ أورد فيه ثناء أهل البيت علي الصحابة‏,‏ وثناء الصحابة علي أهل البيت‏,‏ ومما ذكر فيه أن سيدنا علي رضي الله عنه يمدح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد موته قائلا‏:‏ لله بلاء عمر‏,‏ فلقد قوم الأود‏,‏ وداوي العمد‏,‏ وأقام السنة‏,‏ وخلف الفتنة‏!‏ ذهب نقي الثوب‏,‏ وقليل العيب‏,‏ أصاب خيرها‏,‏ وسبق شرها‏,‏ أدي إلي الله طاعته واتقاه بحقه‏,‏ رحل وتركهم في طرق متشعبة‏,‏ لا يهتدي بها الضال‏,‏ ولايستيقن المهتدي‏[‏نهج البلاغة ص‏222‏ من كلام لسيدنا علي رضي الله عنه في الثناء علي سيدنا عمر رضي الله عنه‏].

وكذلك أثني عليه فقال‏:‏ ووليهم وال فأقام واستقام حتي ضرب الدين بجرانه‏.‏
وجاء في الكتاب كذلك ثناء سيدنا علي رضي الله عنه علي سيدنا عثمان‏,‏ ففيه روي الإمام أحمد عن محمد بن حاطب قال‏:‏ سمعت عليا يقول يعني‏:‏ إن الذين سبقت لهم منا الحسني منهم عثمان‏.‏

وجاء في الكتاب كذلك ثناء الإمام محمد الباقر علي سيدنا أبي بكر وعمر‏,‏ ففيه‏:‏ روي ابن سعد عن بسام الصيرفي قال‏:‏ سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر فقال‏:‏ والله إني لأتولاهما وأستغفر لهما‏,‏ وما أدركت أحدا من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما‏[‏ الطبقات‏321/5]، وقد سأله عروة بن عبدالله عن حلية السيوف‏,‏ فقال‏:‏ لا بأس له‏,‏ قد حلي أبو بكر الصديق سيفه‏,‏ قلت‏:‏ وتقول الصديق؟ فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال‏:‏ نعم الصديق‏,‏ نعم الصديق‏,‏ فمن لم يقل الصديق‏,‏ فلا صدق الله له قولا في الدنيا والآخرة‏.[‏ سيرة أعلام النبلاء‏406/4].‏

وقال جابر الجعفي قال لي محمد بن علي يا جابر بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبا بكر وعمر‏,‏ ويزعمون أني أمرتهم بذلك‏,‏ فأبلغهم عني أني إلي الله منهم بريء‏,‏ والذي نفس محمد بيده ـ يعني نفسه ـ لو وليت لتقربت إلي الله بدمائهم‏,‏ ولا نالتني شفاعة محمد صلي الله عليه وآله وسلم‏,‏ إن لم أستغفر لهما وأترحم عليهما‏.‏ وقال‏:‏ من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة‏[‏ البداية والنهاية‏211/9].‏

وجاء في الكتاب كذلك ثناء الإمام زيد بن علي بن الحسين‏,‏ ففيه‏:‏ روي هاشم بن البريد عنه أنه قال‏:‏ كان أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين‏,‏ ثم تلا‏(‏ وسيجزي الله الشاكرين‏)‏ ثم قال‏:‏ البراءة من أبي بكر هي البراءة من علي‏[‏ سير أعلام النبلاء‏390/5]‏

وكان يقول عن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما‏:‏ ماسمعت أحدا من أهل بيتي يذكرهما إلا بخير‏[‏ تاريخ الأمم والملوك للطبري‏180/7].‏

وجاء في الكتاب كذلك ثناء الصحابة الكرام علي أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ ففيه روي البخاري في صحيحه أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه‏:‏ والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلي الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي‏.‏

وروي أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه قال‏:‏ ارقبوا محمدا صلي الله عليه وآله وسلم في أهل بيته‏[‏ رواه البخاري‏].‏

وفي مسند أبو يعلي عن عقبة بن الحارث‏:‏ صلي أبو بكر رضي الله عنه العصر‏,‏ ثم خرج يمشي بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بليال فرأي الحسن رضي الله عنه يلعب مع الصبيان‏,‏ فحمله علي عاتقه وقال‏:‏ بأبي شبيه بالنبي‏,‏ لا شبيه بعلي‏,‏ وعلي رضي الله عنه يضحك‏[‏ مسند أبو يعلي رقم‏38‏ طبعة دار المأمون للتراث‏].‏

وجاء في الكتاب ثناء سيدنا عمر رضي الله عنه علي سيدنا علي رضي الله عنه والحسن والحسين رضي الله عنهما‏,‏ وفيه‏:‏ ماورد في فضائل الصحابة للإمام أحمد عن عروة بن الزبير‏:‏ أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر‏,‏ فقال له عمر‏:‏ تعرف صاحب هذا القبر؟ وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب‏,‏ وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب فلا تذكر عليا إلا بخير فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره‏.‏

وجاء في الكتاب من ثناء سيدنا عثمان علي آل البيت‏,‏ ففيه ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية‏:‏ كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يكرم الحسن والحسين رضي الله عنهما ويحبهما وقد كان الحسن بن علي يوم الدار ـ وعثمان رضي الله عنه محصور ـ عنده ومعه السيف متقلدا به يجاحف عن عثمان فخشي عثمان رضي الله عنه عليه فأقسم عليه ليرجعن الي منزلهم تطييبا لقلب علي رضي الله عنه وخوفا عليه رضي الله عنهما‏[‏ البداية والنهاية‏36/8].‏علي هذه الصفة كانت العلاقة بين أهل بيت سيدنا رسول الله وأصحابه الكرام‏,‏ نسأل الله أن يهدي قلوبنا إلي الحق‏.‏ آمين‏.

الأهرام 21 مايو 2007

ليست هناك تعليقات: