الاثنين، 26 مايو 2008

الدكتور علي جمعة : إذا أردنا أن نعرف عقلية المتطرفين أو أن نصحح عقليتهم علينا أن نرجعهم إلى العلم وإلى القواعد العلمية

الدكتور علي جمعة : إذا أردنا أن نعرف عقلية المتطرفين أو أن نصحح عقليتهم علينا أن نرجعهم إلى العلم وإلى القواعد العلمية
أجري الحوار : مكتب علاقات للاستشارات الإعلامية


قي حوار مع فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية حول ظاهرة التطرف والإرهاب يقول فضيلته : ديننا الحنيف هو دين الوسطية والاعتدال ، ولكن هناك بعض الظواهر التى طرأت على مجتمعنا الإسلامى تدعونا لدراستها وتحليل أسبابها كظاهرتى الإرهاب والتطرف الفكرى .



ولمعرفة أسباب تلك الظواهر العوامل التى أدرت إليها كيفية علاجها رأى أئمة الإسلام فيها توجهنا إلى فضيلة الدكتور على جمعه مفتى الديار المصرية لنحاوره حول تلك القضية .

س مالدور الذى تلعبه المؤسسة الدينية فى معالجة ظاهرة الارهاب والتطرف الفكرى سواء داخل الدول الاسلامية او على مستوى العالم خاصة وانها قد تتغلف بغلاف الاصلاح ؟

ج : أنا احب أولاً أن اسمى هذه الظاهرة بــ " الإرجاف " لأنها هى الكلمة القرآنية التى تصف هؤلاء المفسدين ، وكلمة الإرهاب تعنى فى لغة العرب لو ترجمت بلغة العصر قوة الردع وهو أمر مرغوب فيه وهو أن تلج من القوة مايخيف العدو أن ياتى بالصدام وبذلك أتقى إراقة الدماء ولذلك ترى الجيوش ومن غير حرب تتجهز وتتقوى حتى ترهب العدو أن يعتدى عليها قال الله تعالى فى كتابه الكريم " وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " أى تردعونه عن العدوان .

أما كلمة " الإرجاف " فهى التى تشرح هذا العدوان وهذا الفساد قال تعالى " لئن لم ينتهى المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها الا قليلاً ملعونبن أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً " فجزاء الإرجاف هو القتل لأن هؤلاء الناس قد تشبعوا بفكر المفسد يظنو أنهم يحسنون عملاً يقول ربنا عزوجل " ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على مافى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد " .

إذن من أين نتشا هذه العقلية ؟ هذه العقلية لاتنشا على برهان ولا على علم وإنما تنشا من مشرب مع عدم وجود العلم والالتزام به والفكر المستقيم بمنهجيته الصحيحة لذلك تحدث مثل هذه الصدامات فيمكن القول أن هذا المرجف نشأ فى غير بيئة العلم والنبى صلى الله عليه وسلم يحذر منهم ويتكلم عما أسماهم بالخوارج وفى الحديث " الخوارج كلاب النار " ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً فى وصفهم " تحقرون صلاتهم إلى صلاتكم وصيامهم إلى صيامكم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الربية يقراءون كتاب الله لايجاوز تراقيهم طوبى لمن قتلهم وقتلوه من قتلهم كان أولى بالله منهم " فهذا الحال هو الحادث ويقول صلى الله علية وسلم واصفاً إياهم " أحداث الأسنان ــ أى صغار السن ــ سفهاء الأحلام يقولون من

كلام خير البرية يقولون قال الله وقال الرسول " فهذا التحذير من تلك الجماعة التى تدعى أنها من الإسلام وهى خارجة عن الإسلام تنشأ خارج الجماعة العلمية ولايمكن أن تنشأ داخل الجماعة العلمية ولنضرب مثالاً لذلك
.. مؤسسة الأزهر التى تقوم بشرح عقيدة أهل السنه والجماعة منذ ألف سنه بمنهجية نرى أنه لم يمارس واحد فقط فيهم هذه العمليات ويوجد داخل الجامعة 350 ألف طالب الآن فما بالك بالسنين المختلفة والدفعات المختلفة .

نجد أن المهتمين بالفكر المنحرف لا يزيدون عن 80 شخص لم يمارس واحد منهم العدوان الفعلى ، وهذا يدلنا على أن منهج التعليم قد أحدث شيئاً فى هؤلاء الناس وجعلهم يقبلون الآخر ويعرفون كيفية الحوار وأن البشر إنما يتحاورون بالألسنة قبل السلاح ويعرفون ما معنى الإسلام ويعرفون أن الخلاف فى الرأى لايفسد للود قضية وماهو مجال هذا الرأى وما الفرق بين القطعى والظنى بين الأمور التى تعد من هوية الإسلام وبين الأمور التى هى محل نظر وبين الأمور الثابتة عبر القرون وبين الأمور التى تتغير بتغير الزمان أوالمكان أو الأشخاص أو الأحوال يعرفون كيف يفكرون وكيف يؤسسون برهانهم وكيف يستنبطون أحكامهم وكيف يتعاملون مع النص المقدس وكيف يفهمون الواقع ويدركونه وكيف يطبقون هذا النص فى ذلك الواقع المتغير وهو نص مطلق ولكنه حكيم وواسع ولا تنتهى عجائبة ولكنه موجه إلى العالمين وليس إلى طائفة ولا إلى قوم ولا إلى زمن دون آخر.
فإذا أردنا أن نعرف عقلية هؤلاء أو أن نصحح عقليتهم فعلينا أن نرجعهم إلى العلم وإلى القواعد العلمية وهؤلاء يشبهون مرض السرطان فالسرطان هو خروج الخلية عن أوضاعها الطبيعية عن جماعتها التى تنتمى اليها فلا بد من استئصالها حتى لا تؤدى إلى الهلاك .
http://www.islam.gov.kw/site/meet_consult/details.php?data_id=9

ليست هناك تعليقات: